أقابلها وأقبلها وأقولُ لها: آه بيروت أوجاعكِ ماحقاتٌ وأنتِ الحيا والحياةُ
ناجي الحازب
والصروحُ موازينها باختراق الموازينِ لا بالركون لها واغتنام المني الموازين مكيالها الحقُ ننزعهُ هكذا ناثرين الدروبَ إليهِ وننزعهُ خيمةً قيل فيما مضى انها نفسها ونمزقها قطعة قطعةً ونعود إليها الهوينا جيادٌ كهذا الفضاء الوسيع ستفضي إليها ومنها إلى البحرِ من جهتيه ومن جهتيهَ فلسطينُ تلك َ ابن مروان يبصرها من دمشقَ* ومنها يميز منها بيوتاتها والدروب إليها السماواتُ أزرقها فضةٌ يالهذا الصفاء وأذهبُ فيه بعيداً وأزرقها أزرقٌ مثل هذا السواد يميل إليه ويضفي عليهِ المناحة حزناً على مدنٍ مثل بيروتَ بغدادُ أم انها الشامُ هذي الذبيحة أني أراها مضرجةٌ بهما واراها فتذبحني عَبرَةٌ واشيحُ بوجهيَّ عنها بعيداً بعيداً بعيداً وأسقط فيها بعيداً وأبعد منها إليَّ أنا يا أنا يا أنا يا أنا وأنا هو ذاك وهذا معاً بين شقيِّ رحى أتضورُ اوجاعها وأعود إليها : أقابلها وأقبلها وأقولُ لها آه بيروت أوجاعك ماحقاتٌ وأنت الحيا والحياةُ** وبينهما ذات بينٍ تبينته في الطريقِ “إلى أينَ؟”*** فيه مُنىً ومنايا وفيه مررتُ بهِ راجلاً وصديقٌ بقامتهِ والمقام الذي يتسنمهُ بوداعٍ كهذا الأخيرِ يليقُ وكان الرحيلُ رحيلاً تفحصتهُ عامراً في شواطئه هو هذا الذي بين جنبيَّ يتقدُ ويهيجُ وبينهما سفنُ ماخراتُ عبابهما سفنٌ تتوارى بعيداً أراها وأسمعُ أصوات أبواقهنَّ الخفيضات يشحذن أنوائهنَّ ويملأن اعطافه بالصبابات: مينائها
إشارات *ــ أبو الوليد عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي رضي الله عنه (26 هـ – 86 هـ 646 – 705م) الخليفة الخامس من خلفاء الدولة العربية ـ الإسلامية الأموية وصاحب الفتوحات الحجاجية الباهرة
**ــ الحَيَا: الخِصْبُ
*** ــ مدينة بناها الشاعر ليبتنيها لنفسه عاصمة
مقتطع من ملحمة ذي الجنون ناجي الحازب آل فتلة البغدادي ـ قصيدة العراق ـ الجزء الخامس مهداة إلى امرأتي الحبيبة هادرون ـ هدهد
أنتِ الحيا والحياةُ
|