أعمال محمود أحمدي نجاد البهلوانية
ان الأنتقال من موقف إلى نقيضه من السمات الأساسية التي تتحكم بالأديولوجيات الرافضية وبأصحابها كمقتدى الصدر الذي أعلن إنطلاقاً من طهران استعداد عصابات جيش المهدي الذي يقوده هو لـ " دعم إيران في حال تعرضها لهجوم من قبل أية قوة دولية " وهومن حيثه يناقض المدائح التي أتحف بها قبل أقل من اسبوعين عبدالله بن عبدالعزيز حاكم جزيرة العرب بالحديد والنارالمرتبط عضوياً كما هو معروف بالمشاريع الأمريكية بما فيها تلك المتعلقة بأيران التي يختص بها كما هو معروف ايضاً سعود الفيصل الذي لايزال يحرض عليها إعلامياً وعسكرياً فهل هي الأموال التي استدرها منه كانت من وراء ذلك أم هي التقية ذاتها تلك التي جعلته ينزع بعد معارك خلبية سلاح جيشه المذكور بأمر من الأستخبارات الأيرانية"إطلاعات" عبر مستخدمها كاظم الحائري ليبيح بيعه للأحتلال والأستسلام له أم كلاهما معاً المال والتقية فهل يمكننا وهو الذي تواطؤ كبقية الأحزاب الرافضية مع الأحتلال الصهيوصليبي الفاشي في العراق وارتبط مثلها بمشروعه السياسي تصديق دعوات لمقاتلته هو نفسه الذي سحقه وجيشه كأسفل حذاء وبمساندة امثاله الرافضة المتـفيلقين طبطبائياً أو الجعفريين تهريجياً أوالصدريين ولانرانا ذاهبين وهوالمحترف الكذب إلى تصديقه غير انه من الممكن أن يفعل ذلك إنطلاقاً من تعصبه لأبناء جلدته الفرس حيث ينبغي أن نبحث عن الأسباب الموجبة لهزيمته الشنيعة في العراق حيث من الممكن أن يكونها العراق نفسه الذي لايرتبط وإياه بعلاقة حميمية مثل علاقته بأيران ولكن مالذي ستجنيه هي من عصاباتٍ لم يبق منها شيئاً من هذا القبيل غير الضجيج الأعلامي
ولايزال الرئيس الفارسي محمود أحمدي نجاد يمارس أعماله البهلوانية منتقلاً من سيركٍ إلى آخر دفاعاً عن برنامجه النووي وكعادته منذ إنتخابه وبلغة ديماغوجية أظهرته وكأنه العدو الأول والأخير لأسرائيل والعدو الأول والأخير لأمريكا وهاهو في طريقه لأن يكون العدو الأول والأخير للغرب كله وهو ينبري مهدداً إياه بقطع آياديه بسكاكين الحصارألأقتصادي وبذلك لم ينتقل هو بالسياسة الفارسية من التواطؤ مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى التراشق معها كما يتوهم البعض : انه في واقع الحال لم يفعل شيئاً غير تكريس سياسات التواطؤ معها تلك التي لم يك بوسعها دونها احتلال أفغانستان والعراق حسب إعترافات خاتمي وشريعتمداري وبمقتضى الأحتلال ذاته هنا وهناك وعلاقة الأحزاب الفارسية "العراقية" الهجينة معه غير انه بهذه الواسطة الدراماتيكية يبتغي إعادة إنتاج التواطؤ بالكيفية التي يحصل بواسطتها على مكافأة مشابهة لتلك التي حصل عليها الرئيس الباكستاني برويز مشرف وليس أقل منها :"السماح لأيران بتحقيق برنامجها النووي" وهكذا نقف وجهاً لوجه حيال الأوهام الخمينية التي عَوّلت على تمرد الرافضة ضد صدام حسين لتحقيق المآرب الفارسية التوسعية وآلت إلى الفشل ثم الهزيمة بأقبح صورها وهي ستلقى بقياسنا ذات المصير في الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية:أن التعويل على القوى الرافضية كعامل ضغط ضدها من الممكن تصور وجوده نظرياً ولكنه حسب مجريات الأحداث حتى إذا كان موجوداً في الواقع فليس بالضخامة الموجود بها في مخيلة أصحابه خاصة بعد أن أعاد الأحتلال الصهيوصليبي الفاشي إنتشار جميع القوى المتواطؤة معه ادارياً تحت مقصلة الأنتخابات بكيفيات ستضطرها كلها على الوقوف معه ضد الحكم الفارسي بما فيها هذه القوى الرافضية المحلية المخرمة قياداتها بعناصر تشتغل أصلاً مع الأحتلال أو تم شراء ذمتها من قبله هو مباشرةً أو بواسائط أخرى تعمل على صناعة الأرتزاق في العراق ولانستبعد ان يكون مقتدى الصدر من بين الذين باعوا أنفسهم بما يتفق و"التقية" ولِمَ لايفعل ذلك وهو الذي أفتى ببيع السلاح استسلاماً للأحتلال فلماذا والحال هذا لايبيع نفسه وستتداخل بلا شك عوامل أخرى في هذا الأتجاه سيكون من شأنها مضاعفة عزلة هذا االحكم الجائر أكثر فأكثر مقابل استشراس الولايات المتحدة التي يهمها كثيراً البروز بشخصية "البطل" حيالها لحرف الأنظار عن هزائمها الماحقات في بلاد الرافدين وعنها هي نفسها وقد قطّعت أوصالها القوى الجهادية الشماء بأشكال كثيرةٍ يرثى لها كلها الأمر الذي سيجعل مواجهة كهذه بالنسبة لها معه فرصة ثمينة للتعويض النفساني عن جميع أفشالها هناك وهل ثمة هناك ماتقوله وزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس مايوحي ببطولة من هذا القبيل:( لم يبق لدى إيران سوى متسعٍ قصيرٍ من الوقت ) إذا لم يقطع لسانها بالتوصيل على وجه الفور بسيارة مفخخة أو صاروخ أوعبوة ناسفة وهي أي الولايات المتحدة الأمريكية بنفي الناطق الرسمي بأسم وزارة الخارجيه الأيرانية حميد آصفي إتهامات وزير حرب الأحتلال الصهيوني الفاشي شاؤول موفاز بـ ( بتورط إيران في الهجوم الذي وقع في مطعم بتل أبيب) قد دفعت محمود أحمدي نجاد بعيداً بعيداً عن تصريحاته البهلوانية الداعية لتدمير إسرائيل وليس هناك أدل من الأعتراف بكون ( دعم بلاده لأهداف الشعب الفلسطيني هو دعم معنوي فقط ) على مدى الأضطراب الذي ألم به بين ليلة وضحاها بينما لايزال هو في بداية عملية الشد والجذب مع الولايات المتحدة وليس في وسطها وليس على مشارف نهايتها ولم يتمكن من حمل مواقفه الديماغوجية المعادية لأسرائيل إلى حافة الهاوية قبل اعلان استسلامه للأمر الواقع كما كان يفعل صدام حسين دائماً في حالات من هذا النوع في مواضيعٍ أخرى وحسب تقديرنا ان نجاد لايمتلك نَفَس المغامر الذي كان يتوفر عليه صدام وليس النَفَس فقط إنما الأمكانية أيضاً فهو كما يبدو من تصريح حميد آصفي وكأنه يخشى ان يؤخذ ببهلونياته وليس بمراميه الفعلية : ( تكريس التواطؤ بشرط المكافأة) وإلا لألتزم الصمت أوترك الصمت يلتزمه ليُلزمه بنهاية المطاف بما لامندوحة عنه: عدم الأفلات من العقاب الكاوبوي في كل الأحوال عاجلاً أم آجلاً وسنرى المصير الصدامي التعيس يجتر نفسه محمود نجادياً والأصح خامنيئياً وسيكون هو بالضبط المكافأة التي تريد الولايات المتحدة منذ سقوط الشاه تقديمها له من قبيل الثأر لنفسها والأستئثار بصناعة الأحداث فاشياً
شوال 1426 هـ - نوفمبر 2005 م
|