فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ – الرعد 17

el-karamatt222

الناشر: الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله

 

 

 

 

 

 

 

الملصق

للتواصل

 

السنور

جرائم الأحتلال

أعمال شعرية

أعمال تشكيلية

المقالات

المستهل


الأنفجار الأسلامي الأشمل:الشرط الحتمي في التأريخ

في 2-2-2002 اجتمع ثلة من الناس في برلين لم يعرفوا بعد هويتهم المهنية فقد قيل انهم من جمعية المغتربين العراقيين واجتمعوا كـ "جالية عراقية " لغرض التحضير لمؤتمر الجمعية الموسع الذي سيعقد في بغداد قريباً الأغرب من هذه الثنائية انهم لم يؤسسوا بعد فرع هذه الجمعية رسمياً رغم توفرهم على هوية المغتربين بما فيهم الدكتورعزيز قزازـ*ـ الذي كان رئيسها على مدى سنوات طوال وضمن ذات الغرابة أن لايتشرف الأجتماع البرليني هذا بحضورمعظم الأعضاء بسبب عدم توصلهم على الدعوة واذا كانت الجماعة المنظمته قد حمّلت ضيق الوقت أسباب هذا المشكل فلِمَ لم تنتظر قليلاً حتى تتمكن من دعوة أكبر عدد ممكن من العراقيين رفعاً للعتب على الأقل ولأنها هي نفسها لم تعمل على تأجيله بعد أن جلست قبالة نفسها وحيدةً هشةً متوقعةً على نفسها فلكي يتمكن عزيز القزاز من فبركة انتخابه رئيساً لفرعها في ألمانيا دونما منافس على طريقة "سلم بلم " الديمقراطية وهذا مافعله بالضبط وحسب القياس ان هذه القضية تبقى محصورة في صحنها المهني ولاتحتمل أكثر من ذلك وهي في نهاية التحليل انعكاس لفشولات الجمعية الأم جبلوياً .غير أن يطلع علينا هذا الشخص من هذا الأجتماع الفاشل وخلاله منثالاً ليطنب بعيداً في تقولات ضد الشيخ الجليل أسامة بن لادن فيما سمي بمحاضرة حضورها عربي ولغتها ألمانية طُعمت بالأنجليزية وبقليل جداً من العربية فأمر غاية في الخطورة ولايمكن بأي حال من الأحوال السكوت عليه لأنه يمس صميم مواقف مصيرية وحسب قياسنا لصالح العدو كما سنعمل على معالجة ذلك في مجرى المقال والمحاضر الذي كان أقرب لراوي المطروق اشاعةً ً بأختياره موضوع واقعة 11 أيلول التأريخية الغاية في التعقيد قد حمل نفسه مالاطاقة له عليه من الفشولات:مرة بفشله في الهروب من الفشل في تنظيم الأجتماع المذكور وأخرى في فشله بالتعرف على المناخ الذي لايبرر تعاطي هذا الموضوع بالكيفية التي تمت بها والتي كشفت هي الأخرى عن فشله في معالجتها بما يضمن الحد الأدنى من الضوابط الفكرية الرصينة ثم فشله في الرد على مفنديها لكن والحق لايرى إلا بالحق لابد من الأقرار بنجاحه في التواصل عبر اسقاطاته المغرضة بالمؤسسات الألمانية التي يعمل هو فيها أو تلك التي يتعامل معها حسب سياساتها المعروفة مضامينها المناهضة للأمة الأسلامية لتقر به عيناً وطبعاً على حساب الأصول المعرفية والمتفق عليه من شروطها العلمية وعبر ذلك تجاهله وجهات نظر أخرى في هذا الشأن غير وجهة النظر التافهة التي أعتمدها مقياساً والقائلة بتنفيذ الواقعة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها!!! وفي الأغلب جهله اياها كتلك التي عبرت عنها على سبيل المثال الكاتبة الأمريكية المعروفة سوزان سونتاغ التي أرجعت أسبابها للجرائم الأمريكية في فيتنام وأمريكا اللاتينية والعراق او الضديدتها محمولةً في طيات البيان ـ**ـ "مالذي نتاضل نحن من أجله" الذي وقعه أكثر المثقفين الصليبيين ألأمريكين أهمية على وجه الأطلاق وصل عددهم الى الستين من بينهم ميشائيل فالسر ، صموئيل هينتغتون والهيغلي فرانسيس فوكوياما تضامناً مع الحرب كتعبير صارخ عن أكثر ردود الأفعال صليبيةً في تفسير هذه الواقعة التأريخية وانعكاساتها وهكذا نجد القزاز وهو المدكتر في العلوم السياسية لم يفهم في السياسة شيئاً - أطرش بالزفة - حيث ذهب مجتراً ماتمخضت عنه مخيلة أحد الساسة الألمان المتقاعدين من ترهات تتقول في مقالٍ له تنفيذ واقعة 11 أيلول 2002 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بتخطيط تآمري من اللوبي اليهودي هكذا والدليل الذي ساقه لم يتجاوز حدود المصدر فقط ودون اللجوء لطرح قرائن أو افتراضات من الممكن أن تعطي على الأقل مصداقية لما تورط هو في طرحه ومالم يستطع الدفاع عنه حين انبرينا نحن له مفندين: وتاهي العقدة الدونية تجلو ذاتها على نحو فاقع لينجلي عبرها عجزه الشخصي في تحليل الواقعة التأريخية ضمن علاقاتها المتدامجة بنتائجها وماترتب عليها هي الأخرى من تفاعلات والتي يستحيل دونها تشخيص القوى ومصائرها وبالطبع فيما تستدره منها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً فهل كانت الدوائر الأمريكية الفاشية بحاجة الى ذريعة بضخامة الصاعقة التي ألمت ببيرل هاربور اثر الهجوم الياباني عليه عام 1949 لشن الحرب ضد أفغانستان؟ وهي إذا كانت قد اعلنت على لسان رئيسها السابق كلينتون انها كانت تنوي اشعالها في زمنه فلِمَ إذن كل هذه الخرابات التي دمرتها على بكرة أبيها نفسانياً وهشمتها سياسياً وهوت بأقتصادها كسيداً فضلاً عن ذلك أن دولةً قائمةً أصلاً على الأحتلال واستمدت جبلاتها الأجرامية منه لتعمل مافيوياً بموجبها وعلى مدى عمرها داخلياً وخارجياً لتمكنها هي نفسها من فرض هيمنتها على العالم لاتحتاج لمن أو لما تتسبب به الى الحرب المدمنتها هي أصلاً وبجميع التلاوين سياسياً وثقافياً واقتصادياً ولايخفى على صاحب بصيرة أن هذه المجالات تشكل أصلاً الضرورات الوجودية لحروبها العسكرية وذلك ماتطلق هي نفسها عليه بمصالحها الحيوية والتي صاعدتها في صورة أمنها القومي:العوامل المضطرتها دائماً لتعاطي العدوان واعادة انتاجه تواترياً هذا الواقع في مجال المُختبر عملياً وليس المتصور تخييلاً ينبغي ان يكون الأساس في فهم هذه الدولة بكليتها تساوقاً وصولاً الى تشوف سياساتها المستقبلية أن التركيز في هذا الصدد على جوانب منتقاة من سياساتها كالمكارثية والترومانية على سبيل المثال يطرح الجبلات المنتجتهما وكأنها ليست دولة فاشية تستقطب هذه الصفة بحذافيرها من كينونتها كدولة احتلال حسب التعريف المتفق عليه علمياً للفاشية: العنصرية الصليبية استئصال شأفة الهنود الحمر العمل على التوسع امبريالياً وفرض السيطرة على العالم وبذلك نضع هذتين الظاهرتين في التساوق وفي حالة انسجام تام مع نسيجهما التأريخين مخالفين بذلك أفكارالمثقفين العرب الذين يتعاملون معهما وكأنهما ظاهرتين غريبتين في تأريخ السياسات الأمريكية القائمة أصلاً في الداخل على البطش:البطش مافيوياً والبطش ابتزازاً والبطش تكييفاً والبطش مكراً والبطش تزويراً وتلفيقاً وإنتهاكاً وفي الخارج على الحرب والحرب ومرة اخرى الحرب : الحرب ابتزازاً والحرب اذلالاً والحرب سرقةً والحرب احتلالاً والحرب تقصيفاً وتقصيفاً:وهذه الحروب كلها في صورة "اسرائيل"تحدد بالضرورة ماهية هذه الدولة التي ينبغي بدورها تحديد مجرى العلاقات الفكرية تشخيصاً وتحليلاً واعتلاجاً وعبرها بالطبع بلورة المواقف والتعبير عنها قانونياً وسياسياً وثقافياً وعسكرياً ولأن الدكتور القزاز لم يدرك بسبب تلقياته الفوتغرافية للمتقول صحافياً مستوى فهم الماهيات بأعتبارها خامات لتحليل الوقائع واستبطان مضامينها الفعلية والفاعلة فقد استدرج تفسه الى موقف هو بالذات ليس جديراً بالخوض فيه بسبب علاقاته الوظيفية المعروفة لكننا لانجحده الحق في التعبير عنه على صفاقته ومن الجهة المناهضة له لايستطيع أيٍ كان مهما بلغت قوته منعنا من تفنيده والأخذ بما تشترطه الروية كقياس حاسم في عملية التشخيص كما عملنا على ذلك في محاجته مباشرةً وقوفاً على الضد من التلقيق حيث ذهب هو الى ماذهب اليه غيره من المغرضين السابقينه في هذا المجال كعبدالأمير الركابي واصفاً الشيخ الجليل أسامة بن لادن بـ ( الصناعة الأمريكية ) هكذا دون ان يقدم مايستدل به على ذلك سوى التقول بناءً على قضية توظيف دعم الولايات المتحدة الأمريكية ضد الأتحاد السوفياتي لصالح المقاومة الأسلامية الأفعانية وماسماه الشيخ تفسه بتقاطع المصالح في حوار بثته قناة الجزيرة وكما يبدو ان القزاز لم يتوفر على مشاهدته ليتعرف على فن كهذا برع العرب بممارسته منذ فجر الأسلام ومن بينهم الخليفة معاوية بن أبي سفيان "رضي الله عنه " الذي يعود له بقياسنا الفضل الأكبر لأتساع رقعة الأسلام في أرجاء المعمورة وكان قد عمل على تطويره بأحسن وجه ومن المعروف آثارياً أن حضارات وادي الرافدين والحضارة المصرية وحتى العصور الحجرية بمختلف أطوارها كانت قد عملت بمنطق كهذا كل في اطاره التأريخي ومعروف أيضاً انه يدخل في صميم العلاقات الأجتماعية يستخدمه الأفراد والجماعات حسب المصالح المشترطتها هذه العلاقات لدفع الضر عن الذات أو تقويتها وقد عرف هذا الفن في التأريخ المعاصر بأسماء مختلفة كالعدو الأساسي والعدو الثانوي واللعب على المحاور وماسمي قديماً بعدو عدوي صديقي وذلك ماحمل تعبيره جارحاً أبو الطيب المتنبي:

ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى   عدواً له مامن صداقته بدُ  

الشرط الموضوعي في الصراع حيث تتشاجر القوى ضد بعضها البعض وببعضها البعض حسب موازين القوى ومستويات الصراع وقد كان الأولى بالقزاز معالجة تجارب الحكم في العراق الذي وجد نفسه مضطراً للتعامل مع قوى معادية له في مرحلة ما عمل على الألتفاف عليها في مرحلة أُخرى بعد أن صفى حساباته مع قوى ثالثة دفاعاً عن نفسه والحكم العراقي نفسه لم يتمكن دون ذلك من تحييد هذه القوى وكسب الأخرى وتوظيف العوامل المترتبة على متغييرات مضامين الصراعات واتجاهاتها حسب المصالح المختلفة من الوصول بنفسه الى مايبدو من الخارج وكأنه بر الأمان بقياسه النسبي مقارنةً مع الظروف الأكثر كارثية التي مر بها وفي هذا الصدد هل سيكون بوسع القزاز أن يرى جميع القوى التي حاربته عام 1991 وقد نأت مظهرياً في الوقت الحالي بنفسها بعيداً عن المشاريع الأمريكية الحربية الواسعة النطاق ضده ولعلمه انها جميعها لاتزال تتوفر على ذات الجبلات التي دفعتها لخوض الحرب ضده غير ان مصالحها المتعلقة بوجودها قد تغيرت بفعل عوامل جمة كان من شأنها استفطاب العباد انتصاراً لجراحه وموتاه وتحفيزهم ضد الظلم الذي لحق به وصولاً لمقاومته بالسلاح ولاأحد ينكر كون الحركة ألأسلامية قد وصلت بالمركوم الجهادي الى اقصاه في حسم الصراع في حدود اتونه الحالية لصالح العراق عبر جراحاته وقد حملها الخطاب اللادني الى مصاف السلاح الفتاك أشبه بكرة نار مدفوعة في وجوه القوى التي حاربته حيث يتبغي البحث عن أسباب اصطفافاتها الجديدة التي لم تتم دون خوفها على نفسها من الأنفجار الأسلامي الأشمل على امل منع حدوثه وهو حادث لامحالة : وذا هو الشرط الموضوعي في التأريخ الذي لايدرك فحواه سوى العلماء والعارفين وأهل الكرامات الربانية.

ذو الحجة 1422 هجرية الموافق آذار 2002 
 
ـ* رئيس جمعية المغتربين العراقيين التي كانت تابعة للحكم البعثي الفاشي
ـ**- what we are fighting for