فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ – الرعد 17

el-karamatt222

الناشر: الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله

 

 

 

 

 

 

 

الملصق

للتواصل

 

السنور

جرائم الأحتلال

أعمال شعرية

أعمال تشكيلية

المقالات

المستهل




الزهرة السوداء
25

آلام مبرحات ، أكريل على قماش الرسم

 


ملحوظة : جميع قصائد هذه المجموعة كُتبت في بيروت خلال عام 1974 بأستثناء القصيدتين "الزهرة السوداء" و" الزنزانة" اللتين تحملان تأريخهما







الزهرة السوداء

يطلعُ النهرُ من نبعه صافياً
قطرة ً قطرة ً
ثم يسرقُ وجهَ السماءِ ويرحلُ أبعد من صوته


قلتُ للمدنِ الأجنبية ِ
النهرُ أزرقُ لكن ظلَّ الكآبةِ يوحشهُ
ويسلمني للبكاءْ
وقلتُ الدماءْ
زهرة ٌ تتوهجُ في لوحةِ الماءِ حمراءَ
لكن ظلَّ الكآبةِ يطفأها
والقصائدُ تهربْ


هي تا العتمة ُ الكآبة ُ تفصل مابيننا
أنتِ أبعد من وطني
وأنا في منافيكِ أبقى حزينا

آه أيتها الكلمات أستفيقي لأصرخْ

هامبورغ 14ـ12ـ1975

 


 

الزنزانة

يتلاشى صوتكِ
أنتِ أبعدُ من قبلْ
وهاأني أخرجُ من قافيتي منفرداً في زاويةٍ معتمة ٍمن "كافي كيزة"ـ1ـ
حيث ُ الوقتُ هباءٌ
والموسيقى أسلاكٌ شائكة ٌ
أيتها الأرضُ إلتفي في رأسي شرنقة ً
وإزدهري بكآبةِ أمي
حيث ُ تجوعُ هناكَ
وحيث ُ تموتُ الأشجارُ ببطءٍ
والفقراءُ ينامونَ
إشتعلي
أعصابي أسلاكٌ شائكة ٌ
أنها المنافي
سيجارةٌ أطفأها لأشعل أخرى
وأعصابي أسلاكٌ شائكة ٌ
تحجزني بين فكيها
الكآبة ُ زنزانة ٌ
وهامبورغ " قصرُ النهاية ـ 2ـ"
 أطلقوا سراحي أو اقتلوني
أعصابي أسلاكٌ شائكة ٌ تلفُ أجساد الراقصينَ بعيداً
والغناء صراخٌ متشنجْ
هذه هي أوربا : أفخاذ متآكلةٌ
وعيونٌ مثقوبة ٌ
حيث ُ يتصاعدُ دخانُ الحشيش ليبني أمجادها المقبلة ْ

هامبورغ24ـ12ـ1975 
ـ1ـ مرقص في هامبورغ
ـ2ـ قصر النهاية معتقل ابتنته الفاشية البعثية بمثابة مختبر أساسي لأبتداع أشكال جديدة للقتل والتعذيب والتدمير النفساني خلال فترتي حكمها 1963 و1968 ومن المعروف انها حولت هذا المعتقل إلى حديقة لتبتني آخر َ أبعد منه فاشية ً وانحطاطاً
 

الغريب
 
 تلك المدينةُ التي تُقصفُ
 أنها عقلي
إرسميني هائجاً أيتها الفرشاةُ
وامنحيني غبطةَ الألوانِ والخطوطِ
وليسئ فهمي
أو أموت جائعاً
لافرقْ
إرسمي الصدى يبتلعُ الصوتَ
الصدى
الزورقُ والنهرُ الذي يموهُ الجريمةَ
الصدى
الطفولةُ التي إخترقتها ذات مساءٍ
واكتشفتها هنا
بعشرينَ إنكسارٍ في مساحة ِ الرجولة
الضوضاء والصخبِ المجنحان
حيث لاسماء زرقاء لقلبي
هذه هي البطولةُ الغريبةْ
 


قصائد مقتطعة من دفتر الفاجعة
 

آه أيها الوطن
 

جعلتني الغربة ُ مبتذلاً
فتعالوا
ياأطفال الجوعِ تعالوا
جعلتني الغربةُ مبتذلاً
وكأي غريبٍ أتشهى البيتَ
وأحلمُ
أحلمُ بأمرأةٍأكبر من انثى في الليلِ
وفي الليل أضيعُ وأنسى
أنسى كيف أصوغُ الكلماتِ ويوقظني وطني
يستنفرني جرحاً جرحاً
وأموت لعلك تفهمني ياوطني
جعلتني الغربةُ مبتذلاً
في الطرقات الموبوءةِ
مجنوناً أتعاطى الشعرَ
كحيوانٍ مفترسٍ
وكحيوانٍ مألوفٍ بين نساءِ الليلِ أجوبُ
وأنسى
أنسى في بعضِ الأحيانِ مواعيدَ رفاقٍ قُتلوا
لكني في الأحيان ِ الأخرى أتذكرُ ثم أموتُ
ويوقظني شبقي
وحيدُ أيا وطني
غريبٌ أيا وطني
قتيلٌ واخشى عليك َ من القتلِ ياوطني


الحلم

في الغبشِ الأحمرِ
حيثُ يصيرُ البحر وعاءً للهاثِ الغرباءِ
وحيثُ يتمُ العالم دورتهُ
نحن اثنان تعودنا
أنتَ وهذا الوجهُ المحفور بدمعِ الغربةِ
أن نتأملَ هذي الأرض على وجه الماءِ الأزرقِ ِ
كالفضةِ ماء البحرِ
ونحنُ إثنان نرى أرضاً ستدورُ بأقصى سرعتها
ستدورُ الأرضُ بأقصى سرعتها
ستدورُ
وتوقظ أزهارَ البرِّ الوحشيةِ
ثم تعودُ لتوقظ فينا أسئلةَ الوطنِ المحتزن
الهائل للنفطِ
وبعض أساطيرٍعن فرحٍ
سيجئ بقافلةٍ تحملُ أسلحةً ً للثورةِ
حيث نكون معاً جنديين من النارِ
أنتَ وأزهار البرِّ الشتويةِ تحت الأمطارِ
وقلبي
هذا الموغلُ في الأسرارِ سنمضي
في الحلمِ المائيِّ مشاحيفاً للثوار هناكَ
وللأمطار بأرضِ بلادي
حيث يكون النخل رجالاً للثورةِ
أسلحة ً للثورةِ
تقتحمُ الليلَ
وتوغل في الماء الأزرقِ في دجلة َ
حمراء بلون الشفقِ الأسطولريِّ بيوتاً للفقراءِ



الشاعر

أنا لاأستغني عن حزني
لاأستغني عن إسمي
لاأستغني عن موتي
فأنا الشاعر ُ مجنونٌ حيث أهيمُ أموتُ وحيدا
لكني صوتاً يتعاطاني الماءُ
ويحملني في الليلِ لهاث ُ الغرباءِ إلى وطني
أنا لاأستغني عن وطني
وأراهُ وحيداً في ساحاتِ الأعدامِ يُعلقهُ البعثيونَ
أراهُ قتيلاً
وأحنُ ليحملني الماءُ إليه بأسوء عاداتِ الشعراء
أحبكَ أنتِ والماءْ
أحبكِ أنت والحزنْ
أحبك أنتِ والفقراءْ
 
أحبكِ ستجيئينَ
ـ حبيبي
وأنتَ حنيني
لهذا الفرح الأسطوريّ حنيني
للألوان حنيني
لبلادٍ واسعةٍ كالبحر بلا بوليس يوقفني ليفتشني عنك




أحبكِ .. لاتسأليني لماذا

تتلاشى المسافات بيني وبينكِ سيدتي
والقصائد تأتي بنهر الكآبةِ أوسعُ مما أطيقُ
وأعمقُ من رغبة الطفلِ في داخلي
آه سيدتي
والعراقُ الذي أشتهيهُ
له الحزنُ حتى يجئُ
وأنتِ التي لاأشكُ بها مطلقاً
لكِ الحبُ
هل تبدأينَ ؟
لنبدأ
اني أحبكِ منذ إعترفتُ الرحيلَ
ومنذ اكتشفتُ الطفولة َفيكِ تضيعُ وتعلو
ولكنني لاأحبُ لنا أن نعيشَ زماناً
كهذا الذي يشنق الطفلُ فيه وتخبو القصائدْ
سيدتي
والعراقُ
السجون ُ
النخيلُ
الشواطئُ
والناسُ
ذاكَ العراقُ الجميلُ
تخيلته فيكِ يأتي مع الفجرِ
يوقظني
أيها الطفلُ
ماذا
ويملؤني بالضجيجِ
حنيناً لبيتٍ تحاصرهُ النارُ
والمستحيلاتُ فيكِ
لأمي التي لاتنامُ ولايطفئُ الصوتُ فيها
هو الخوفُ سيدتي وأضيعُ
بعيداً
بعيداً بعيداً بعينيكِ اني أحبكِ
 لاتسأليني لماذا
هو الحبُ هذا الجنونُ
ولاتسأليني عن الموتِ فيه هناكَ
فللقتل في وطني سمةٌ تشبه المستحيلْ
ولي أنتِ والبحر سيدتي أنتِ والبحر تتسعان بعينيَّ هاتينِ
لاتوقفي مدكِ
عاهديني ولو طلقةً
لأقف وطناً كاملاً
وأموتُ لكِ مرتينِ إثنتينْ




أيها الوطنُ المتهم ُ مع وقف التنفيذ


أيها الشاعرُ المتوحشُ
أن شوارعَ بغدادَ ليست شوارعكَ السابقه
ومواعيدَ بغدادَ ليست مواعيدكَ السابقه
فأفتح جراحكَ في الليلِ أكثر
واحذر خطاكَ
إختبئ بمياهِ الطفولةِ بعضاً من الوقتِ
ثم إستدرْ
لتفرَّ بجلدكَ منطوياً دونما ضجةٍ
أن كرامتها دُمرت عنوة ً هذه المدنُ المبهمه
وسالت دماءً بلونِ الفجيعةِ
لاتصرخ الآنْ
ماعادَ صوتكَ
صوتكَ
صوتكَ يُلهبها
وماعدتَ أنتَ سوى رغبةٍ لحذاءٍ تمزق َ بحثاً
عن المنقذ الفصلِ
لاتصرخ الآنْ
لا سوف أصرخُ
لاتقتلوا وطناً جئتُ كي أفتديه
ولو صرخة ً واحده
أيها الوطنُ القبرُ
كنتُ أشمكَ بأمرأتي المستقاة ُمن الماءِ
ريحاً جنوبية ً
ثم ريحاً شمالية ً
وماكنتَ تكفي
لكنك الآن متهمٌ
أنتَ متهمٌ
أيها الوطنُ البدوي بقتلي



تخطيطات الطفولة الغريبة

امرأة الأساطير

إخترقتُ الطفولةَ َ فيها
ومتُ على صدرها شبقاً مزهراً
أنها امرأةٌ من نساءِ العراقِ الجميلاتِ
كانت تلاصقني قطعةً قطعةً
وتشاركني لذة الجوعِ والأغنياتْ
وكانت إذا انتفضتْ
تستحيلُ إلى مطرٍ جارحٍ
هكذا
أنها امرأة في الأساطيرِ كانت
وكنتُ أنا رجلُ المستحيلاتِ
أيتها الخطوةُ السومريةُ لاتيأسي
إندفعي في عيون ِ المسافاتِ آخذة ً وجهيَّ البدويِّ
إلى مدنٍ لايمس كرامتها الغرباءْ


إمرأة الليل
 
خطوةً ثم أخرى
وتسقط ُ في شارعٍ مظلمٍ
أيها الشاعرُ المتوحشُ حين يفاجئكَ
الموتُ لاتنهزمْ
أنها صرخة ٌ
ثم تسقط ُ محترقاً في عيون الكآبةِ
أو تختفي فجأة ً
تتسربُ في الليل ِ ملتحماً بخطاكَ إلى امرأةٍ
ذات نهدينِ مكتنزينعلى جسدٍ يشتهي فيكَ طعمَ الرجولةِ
لكنه يستفزكَ حين تدب البرودةُ فيه ويشتعلُ الشبقُ
أحمراُ مثلما النار فيكَ
وتخبو هي امرأةُ الليلِ في الليلِ تخبو

 
 
الشاعر مرة أخرى

 مختزنٌ للهاثِ الغرباءِ أنا
أرقٌ كونيٌ يعبر قارات ِ الجوعِ أنا
وأنا لستُ أنا إلا في الحالاتِ القصوى للموتِ
وأنتم
ياأصواتاً تحفرُ في أقبيةٍ موحشةٍ
لاتنكسروا
إندفعوا
إندفعوا
فأنا أنتم
وأنا الوطنُ المذبوحُ سأفتحُ حنجرتي
للنار وأُطعمها شبقي للحزن يجئُ
يجئ
يجئُ الحزن يجئ
أحتاجُكَ امرأةً امرأة تعرف معنى الحبِ وتحمل قنبلة ً
وكتاباً
من منكنَّ نساء الغربةِ قادرةٌ لتجئ
وتحملني أشرعة ً للثورةِ زرقاء
ترفرفُ عاليةً
أشرعة أشرعة كطيورٍ الماءِ ترفرفُ عالية ً
وكصوتي يمضي
أيا امراة من أنتَ؟
أنا؟
لا أدري



الوجه
 
القطارُ الذي يوصل الماءَ بالنخل ِ
والنخل بالماءِ
مابين بغدادَ والبصرةِ المستقاةُ من التمرِ
ذاكَ القطارُ الذي عرف الوجهَ هذا
وصادقه جيئة ً وذهاباً وبالعكسِ
ذات القطارِ الذي علم الوجهَ هذا الرحيلَ
وأنكره عندها
البصرةُ البدوية ُ تذكرُ
واللهُ يشهدُ
في الليلِ أنكره عندها
ثم ألقى به الليلُ منفرداً في تضاعيفهِ
انه الشاعرُ المتوحشُ هذا هو الوجهُ
والوجهُ هذا أنا
خارجٌ من هنا
طالعٌ من هناكَ
هناكً سيحتفلُ الجوعُ بي
ويسلمني البندقية َ
تلك التي توصلُ الماءَ بالماءِ
والحزنَ بالحزنِ
مابين بغدادَ والمدنِ الساحليةِ
أو بين بغدادَ والمدنِ الجبليةِ
لافرق
هذا دمي هل تسيئون فهم المحارب



الدليل
 
يستفيقُ العراقُ على صرختي
رقصةً يتمادى الخليجُ بأرجاءها
ويصاعدها
يانساء الخليج أفقنَّ ولوحنَّ للبندقيةِ
هانحن نخترقُ الليلَ 
 نطوي المسافاتِ نشعلها بالحنينِ
الطفولةُ تصرخُ في الليلِ كانت
وكان الخليجُ وعاءً لذاك الصراخُ
التوهج والجوعُ كان الخليجُ التوهجُ والجوعُ
حين يلاصقنا نستريحُ
هانحنُ ندخلها خلسةً بالبنادقِ 
طوبى لهذي البنادقِ تُشعلها الرقصةُ المشتهاةُ أفقنَّ
الجنود ذوو الخوذ الأنجليزية يستنفرون على أرضهِ
والطريق إليه العراق كمينٌ
الطريق ترّسمه الحازبُ
كيف سنفتحهُ؟
شاور البندقيه
من أين نبدأُ؟
قال رفيقاه: أنتَ الدليلْ
وقال الخليجُ أنا عربيٌّ ولي عندك الموقفُ السومريّ وأنتَ الدليلْ
ـ هي السومريةُ تفتحُ ذاكرةً للحجارةِ ـ
أنتَ الدليلُ ـ الحريق الذي يشعلُ الشبقُ
السهلُ والجبلُ
الأرقُ
من هنا تبدأُ الأغنيات ولاتنتهي
آه ياوطني المقبلُ

 

الغرفة
 
جاءت صباحاً
لتسأل عما وصلتُ إليه
وعما توصل لي
تحت ظلِّ الكآبةِ
في غرفة ٍ قد تساوي مساحة قبرٍ
وقد لاتساويه
ـ انها غرفةٌ فأدفع الأجر
كم هو ياسيدي؟
سبعون ...سبعون لاأستطيعُ ولكنني سأحاولُ
سبعونَ هاويةٌ ليرةٌ
سمها مااشتهيت
لكِ الحقُ أيتها الغربةُ إعتصريني
تماديتِ
ياوطني شدني
واعتصرني دماً
قطرة ً
قطرة ً
لتكن قاتلي أنتَ
أو فأشتعل ياعراقْ
فمازال في الوقتِ متسعاً للغناء
ومازلتَ أنتَ العراق الذي عرفتني صباحاته عاملاً
ومساءاته عاملاً
والفراغ ُ الذي كان ليس فراغا ً
فقد كان وجهاً لأمي هناكَ
وبيتاً هناكَ
وامرأة كنتُ لاأشتهي غيرها امرأةً 
تلك ملهمتي السومريةُ كانت تلونهُ بمياهِ الطفولةِ
زرقاء كانت مياه الطفولة
صافية مثلها
ودافئة مثلها
يامياه الطفولة كانت هي الأرض طيبة مشتهاةٌ
وكنتُ أنا صوتها
الدم مشتعلٌ والصراخ الذي ماانتهى وطني
وجاءت مساءً
قرأتُ لها ماتعلمتُ في وطني




قصيدة أخرى
 
تصير القصيدة بيتاً إذا جئت سيدتي
والمساءات تغدو انتماءً لجوع الطفولةِ
بيني وبينكِ أنت التي ستجئ
حنيناً يلاصقني بالسكاكينِ
يذبحني قطعة ً قطعة ً
ويوزعني بين عينيكِ والبحرِ
هل أشتهي غيرك امرأةً؟
هل أنتِ أنتِ؟ هل تجيئينَ؟
ليتني أستطيع اكتشافكِ
هذا جنوني لك ِ
ودمي شارة للتصدي
تصير القصيدة
ماذا تصير القصيدة حين يفاجئني وجهكِ
جائعاً عند حدِّ الفجيعة ِسيدتي
آه أيتها المشتهاةُ
تصيرُ القصيدةُ أنتِ
التنامي
المساحاتْ
يبتدأ الحزنُ فيها ولاينتهي
الحزنُ
أن نلتقي بالطفولةِ تُذبحُ
بالنار يطفأها الماء
بالشهداء يجوعونَ
الحزنُ: هل نلتقي؟

.............
مازال في الوقتِ متسعٌ للكتابة ِ
هل نلتقي؟
خطوتان اثنتان ويوقفني صوتكِ
البحرُ
هل ينتهي البحرُ
مازال في الوقتِ متسعاً للغرابة ِ
مابين وجهي ووجهكِ
خطوي وخطوكِ
صوتيَّ والنارُ تشعلهُ ليضئ
وأبدو غريباً
غريباً
غريبا
غريباً على وطن ٍ سيحاصرني دائماً
ويطالبني عندما لايكون هناكَ سوى الحزنِ
أن أنتمي وأجوعْ
وأن لاأكون سوى الشاعر السومريّ الذي وسمته الكآبة ُ
أن لاأكون سواهُ
وأن أفتديكِ أنا الشاعرُ المتوحشُ
كوني القصيدة أنتِ
أنا الرجلُ المتفاقمُ
هل أنتِ إمرأتي
آه أيتها المشتهاةُ
أردتكِ لي وطناً وارتسمتكِ شقراء شقراء
شقراء تقتربينَ وتبتعدينَ لتقتربين وأضيعُ في عينيكِ المقيلتين

الطبعة الأولى ـ هامبورغ ، ألمانيا الأتحادية 1976
الطبعة الثانية ـ أويس كرشن ، ألمانيا الأتحادية 2009