فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ – الرعد 17

el-karamatt222

الناشر: الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله

 

 

 

 

 

 

 

الملصق

للتواصل

 

السنور

جرائم الأحتلال

أعمال شعرية

أعمال تشكيلية

المقالات

المستهل

إعادة إنتاج الأحتلال أو تداول التواطؤ حماسياً
 

KALID


كنا قد أشرنا في عدد السنور الصادر في غرة شوال 1426هـجرية - 3 نوفمبر 2005ميلادية إلى"ان مستويات الصراع وتطوراته هي التي ستحدد الأشكال التي سيتخذها الأحتلال الصهيوني لسياساته بتواطؤ الأتجاه المصهين المحمود عباسي محمد دحلاني ومن ضمنه بالطبع القريعية والعبدالله فرنجية وهكذا دواليكية الذي سيعمل بحكم علاقتة الوجودية بالأحتلال على الدخول في سعاره طفيلياً كعادته متلوهقاً ولم نسبق الأحداث حينها في ضوء التطورات الحالية وانما هي التي سبقتنا إلى الأذهان بحكم الطبيعة الجبلوية للعدو الصهيوني وطبيعة القوى الفلسطينية االوصولية ومن بينها طبعاً حماس التي ستصبح في مقدمتها بعد أن حولها"مؤتمر القاهرة" دفعةً واحدةً إلى أداة لتحميس الألتماس على ألسنة قياداتها وبعد أن عملت آلة التقتيل الأسرائيلية بالقيادات التي ترفض كافة اشكال المساومة والتواطؤ مع الأتجاه المذكور وعبره مع الأحتلال نفسه تقتيلاً على مديات مختلفة لتهيأة الظروف المناسبة لمساومة شنيعة كهذه بشئ من اللياقة يحول دون إحراجها: شيئاً فشيئاً من القبول منصاعةً بالهدنة وبما يترتب على الهدنة وأبعد منها القبول بالمشاركة في الأنتخابات وصولاً عبر هذا وذاك إلى التعاطي إيجابياً مع الأتجاه المذكور الذي سلم هو الآخر بالمشروع الصهيوني لأستقطاب "حماس" بالكيفيات التي ستضطرها عملياً إلى الأعتراف علانيةً بأوسلو وعبره بأسرائيل ان تصريح محمود عباس نفسه قبل الأنتخابات يشي بمخطط كهذا : ( لايهمني البقاء بالسلطة وانما تهمني مصلحة الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى ) وقد بلور أحمد قريع ذلك على نحو فاقع : ( اننا سنتعاون مع حماس في حال فوزها بالأنتخابات ) وثمة كثير من هذا القبيل صدر من هذا وذاك من أتباعهم وكأنهم كان يعرفون بما ستؤول إليه الأنتخابات أو على الأقل كان يعملون بهذا الأتجاه ضمن مخطط صهيوني ثعلبي لاأحد يستطيع التشكيك ببراعته أبداً وجاء استعداد قيادة سلطنة الزعران للأستقالة ليكشف مايستوجب عمله من قبلها حسبه من قبيل احترام الديمقراطية القائمة أصلاً على المبادئ الأوسلوية المانحة الأحتلال الصهيوني شرعيته الفاشية والتي تجتمع عليها وحولها وعبرها اللجنة الرباعية كراعية للسلطة الفلسطينة التي ستبقى محتفظةً بطبيعتها الطفيلية حتى في ظل القيادة الحماسية وليس فيما نقول مايجمع النقائض أو يخلط الحابل بالنابل:والأمر سوف لن يكون غريباً على ديمقراطية كهذه متناسلة من الديمقراطيات الأوربية التي ساهمت بتصعيد على سبيل المثال الفاشية الألمانية إلى دفة الحكم وسهلت جميع الحروب الأمبريالية الفاشية في الخارج وفبركت شرعيتها تلفيقياً وهي نفسها التي اصطنعت إسرائيل لتصطنعها قاعدة دائمة لحروبها ضد المسلمين وحيث نعاصر أكثر نماذجها دمويةً ووحشيةً في أفغانستان والعراق وفلسطين كيف سيكون بوسعنا أن نتعاطاها وكأنها محررتنا وحاميتنا وحسب ذلك إسوتنا وقد ذهبنا بهذا المعتبر إلى ماذهبنا إليه في مقالنا السابق " هزيمة حماس الكاسحة بصيغة الأنتصار الأوسلوي المدوي" مجاهدين وبهذا القدر أو ذاك مجتهدين تحليلياً بطرح الواقع كما هو بالعيان خروجاً على الأساليب التكتيكية البائسة وربط حماس بعلاقاتها التأريخية حيث المحاور المصهينة كآل سعود وثاني والصباح والخليفة ونهيان وحسب ذلك بما تمخضت هي عنه بالفعل على لسان قائدها إلى الهزيمة خالد مشعل نفسه:( إن حماس لم تتفاجأ بالفوز الساحق الذي حققته في هذه الانتخابات لأنها خططت له منذ انطلاقها عام 1987) هكذا بغباء محكم لأنه بذلك قد كشف بنفسه جوهر سياساتها الفعلية التي ظلت منذ ذاك التأريخ طي الكتمان ولعل هذا التصريح يحملها بعيداً عن استراتيجية "التحرير الكامل" التي تشدقت بها منذ ذلك الحين وقد وضع خالد مشعل بنفسه الأمور بهذا النصاب الخطير جداً فقد سهل لنا ماكان من الصعوبة بمكان طرحه تحريرياً لأسباب تقنية بحتة وماعرضنا إليه خطفاً في مقالنا المذكور والذي استثبته هونفسه بعد يوم واحد بتفرقعات مختلفة بدت وكأنها تصورات سياسية ناضجة خلال المؤتمرالصحفي الذي عقده في يوم السبت 28 ذي الحجة 1426هـ ـ 28 يناير 2006م في دمشق :( اننا سنتعامل بواقعية شديدة مع اتفاق أوسلو وسنحترم الأتفاقات بما يخدم الفلسطينيين ) هكذا بدرجة من الوضوح مايجعل استخدامه السابق للشعارات المناهضة لهذا الأتفاق المشئوم مجرد ألاعيب ديماغوجية لكسب جمهور القوم الذي رفض هذا الأتفاق وأصحابه وأُستدرج بهذه الواسطة الميكيافيلية لفخوخ حماس التي لايزال الكثير منها غير مكشوف أو غير قابل للأزالة بحكم الجهل التام الواقعة هي تحت وطأته بما سينتظرها هي نفسها من مصائب وماستسببه هي نفسها من مصائب ستفوق يقيناً ماسببته التيارات المصهينة كالأبوعمارية والمحمود عباسية والمحمددحلانية التي تنسجم مع ذاتها الأديولوجية والعلاقات التي توسمتها بمرور الزمن في المحيط الذي أنتج عملية صهينتها وظيفياً بحيث لم يعد بوسعها الخروج عليه قيد أنملة أو الأعتماد على غيره كما هو حال حماس التي تتوزعها محاور متضادة من كل حدب وصوب المعروف تماماً من بينها الآل سعودية والسورية والأيرانية والقطرية وكلها تريد إستخدامها كورقة ضغط بما يخدم مصلحة كلّ واحدٍ منها وليس خدمة "القضية الفلسطينية" التي لاتتعدى عندها سوى واجهة للضحك على ذقون الجماهير وبذلك ستنتقل بعض الصراعات المحتدمة بين هذه المحاور بأتجاهات مختلفة إلى ساحتها هي:حولها وفيها وبنهاية التحليل ضدها بما يتفق وموازين القوى جميعها وحسبه هو :( حماس ستتواصل مع محيطها العربي والإسلامي والدولي للتفاهم على طبيعة مواجهة تحديات المرحلة ) وصولاً إلى انحطاطها أكثر فأكثر بالكيفيات التي ارتقى بها المخطط الصهيوني ذاته إلى هذه الهزيمة بفرط الأنتصار الأوسلوي المدوي في الأنتخابات الذي لم يقيض له الحدوث دون موافقة الولايات المتحدة وفرعها الأسرائيلي على اشتراكها ودون دعم وسائل الأعلام المرتبطة بهما كالجزيرة والعربية اللتين عملتا على ترويج كل مامن شأنه تكريسها بصورة مزَوّقَة على أساس كونها البديل المنشود للسلطة الوطنية التي هاضت جيفتها بجميع الأتجاهات ولم تعد قادرة على ايقاف انتشارها بعد ان تعفنت جثتها ومعها برامجها كلها والأديولوجيات الوطنية البراقة التي أنتجتها وماإلى ذلك من علاقات مافيوية إجتبل فسادها التواطؤ وانتظمها التواطؤ لينظم بنهاية التحليل بحكم ذلك هزيمتها للتحكم بها أكثر فأكثر:من الفساد إلى الفساد وصولاً إليه دائرياً بما يحتفزه من ردود أفعال لدى عامة الناس كالغيرة والحسد والمنافسة والتشفي التي لايخلو أي مجتمع بشري منها وكلها مخلوطة بالعوامل الأخرى التي أشرنا إلى بعضها ودُفعت عنيفةً بتسريب معلومة حصول فتح على الدعم المالي من قبل مؤسسة أمريكية التي قصمت بقياسنا ظهر البعير واجتذبت إلى حماس جمهور القوم المعادي لأمريكا كان لابد ان تتمخض عن فوزها الساحق في الأنتخابات هذا الذي يحملها مهزومة نحو اتفاقيات أوسلو:وماعدى ذلك من شعارات فضفاضة فسيدخل دخولاً شنيعاً في مضمار التلفيق البيبليكريليشني الذي يستهدف التغطية على الأنتصارات التي حققها الأحتلال الصهيوني الفاشي بتكريس الصراع ضده نقابياً وليس وجودياً حسب برنامج قائمة "التغيير والأصلاح" الذي بدأت صاحبتها حماس بشق طريقه بأوهام رفض الخضوع ( للضغوط أثناء قيامها بالترتيبات الفلسطينية الداخلية ولمسألة الاعتراف بإسرائيل) على لسان خالد مشعل سوف لن تستطيع الذهاب وراء إضطرابات محمود الزهار الذهنية:( لن تعترف بدولة إسرائيل لكن من الممكن التوصل إلى هدنة ) وفي هذه الحالة ستضطر ذاتياً وموضوعياً على الأنتقال من الأعتراف الضمني بالدولة المفتعلة إسرائيل عبر المشاركة بالأنتخابات الأوسلوية إلى الأعتراف العملي الذي استخلصه خالد مشعل بعبارة " إحترام الأتفاقات" دون تسميتها وكأن هناك اتفاقيات أخرى غير اتفاقيات أوسلو وتناسلاتها الخبيثة أو أن هناك خارطةً غير خارطةِ الطريقِ التي سيترتب على حماس برموزها القيادية الوصولية ألألتزام بحذافيرها وبهذه الواسطة الخضوع منصاعةً للأرادة الأمريكية على هذا النحو المهين دون لف ودوران ودون هذا وذاك معاً سيكون بوسع المرء التعاطي مع نظرية "الهدنة" وكأنها نكتة وهي في حقيقتها فريةٌ يراد بها تحت مقصلة هذه الشروط تكييف جمهور القوم لتسويغ التخلي عن السلاح وتسهيل عملية دمج جناحها العسكري في مؤسسات السلطة الوطنية البوليسية" بهيئة أقرب ماتكون إلى إعادة إنتاج الأحتلال الصهيوني واخضاع نفسها لعملية تصهين ستشترطها حدة الضغوط التي ستقع تحت وطأتها : أن قولاً كهذا سيكون بحكم اليقين مغالياً إذا لم يجد قياسه الضروري وسيكون دون هذا القياس عاطلاً باطلاً ويكفينا في هذا الصدد أن يذهب إسماعيل هنية نفسه عبر مناشدته اللجنة الرباعية:بـ( عدم قطع المساعدات عن الفلسطينيين وضخ جميع الإيرادات المالية إلى خزينة وزارة المالية الفلسطينية من أجل صرفها بما يتناسب مع أولويات الشعب الفلسطيني) معنا ليستخلص بنفسه على السليقة تكريس ربط مصير الشعب الفلسطيني وجودياً بعلاقات طفيلية كهذه التي تشترط من الأساس صهينة المواقف إنتاجاً وإستهلاكاً وهي علاقات ستحدد ولاجرم مصائر سياساتها وعلاقاتها "الأديولوجية"* وبالنسبة لنا ستكون القياس الضروري الذي نجلوه ناصعاً بأتفاق العيان وتحقيق البرهان.


 ..*إننا ننظر لجميع القوى التابعة للأخوان " المسلمين" كالحزب اللاإسلامي في العراق وحزب رباني في أفغانستان وحسب ذلك حماس كأحزاب سياسية مؤدلجة ديماغوجياً وتستغل الأسلام كواجهة لتحقيق أغراضها الميكيافيلية شأنها شأن جميع الأحزاب الرافضية المنحطة كحزب اللغوة والمجلس الطبطبائي وحزب الصدر وحزب اللات واللافضيلة وشلة أحمد البغدادي

غرة محرم 1427هـ ـ 31 يناير 2006م