فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ – الرعد 17

el-karamatt222

الناشر: الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله

 

 

 

 

 

 

 

الملصق

للتواصل

 

السنور

جرائم الأحتلال

أعمال شعرية

أعمال تشكيلية

المقالات

المستهل

عندما يعود صدام حسين إلى صوابه معتوهاً



 


كتب المقال هذا في أواخر آيار 2002 ولأهميته البالغة في تقصي سيرورة الأفكار المجترحة في مقالنا " صلاح المحتار والأصح المحتال وليس المختار نعيد نشره بحذافيره دونما تنقيح 
 


 
ألم ترَ جيشاً- جيش صدام ماضياً  إلى العار في بيع العراق بدرهم ِ
الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله
 
وهكذا كلما تبدو الولايات المتحدة الأمريكية أكثر إصراراً على إزالته من سدة الحكم يزداد صدام حسين إضطراباً .. وهانحن نراه بفعل هذا الوضع ساقطاً في هاوية سحيقة من التنازلات .. وهل ستجد قراراً لها في العيان ، وقبله في التصور كما في البيان ؟ ليزداد بطشاً ، وقبل ذلك بؤساً وعلى هذا النحو ستجعل هذه الكيفية كلَّ شئٍ ، بأستثناء تخليه عن الحكم ، ممكناً ، بما في ذلك التواطؤ معها-1- ليلتحم بضراوة الطاغوت وهو يتواتر نشوباً في قتلنا : نحن أهل العراق ، ونشوباً في تجويعنا: نحن أنفسنا ، وأبعد في إسقامنا ثم تشريدنا ليتسنم هو وحده شرط الوجود استراتيجياً ، وعبره حصانة القاتل .. القاتل بلحمه ودمه مُدَغمِجاً قدرته :( على الصمود تحت وطأة الحصار أكثر من عشرين عاماً-2- ) وكان على نصف هذه المدة ان تشهد العكس وعليه :المليون ونصف المليون يحذقهم "الحصار من الخارج " تجفيفاً ! وإذا لم يك هو الردى فلابد أن يكون هو : " الحصار من الداخل " متمماً ثم معطياً إياه فعاليته الأجرامية على أوسع مدى ، فلم يترك مجالاً دون أن يطرقه : كل هذا الخراب الشنيع الذي لم تتمكن عمليات التقصيف وحدها من إنجازه على أتم وجه حسب الشروط الكاوبوية لما بعد الحداثة ديجاتلياً .. وهي ذاتها التي إستخدمها هو لمواصلة سطوته : الطاغوت بهيئة المجاهد وهو الكافر جهراً وماعلى النسيان إلا أن يستدرج الذاكرة لمواخيره وحاناته وملاهيه وصالاته الفخمة للعب القمار دخولاً عليه: الطاغوت بهيئة القومي وماشاكهها وماثلها وتوهمها أو تمناها . وليس أدل على ذلك من نفسه التي لاقِوامَ لها ولأنه لم يفعل صنيعاً إلا وقد أخذ السوء نصيبه الأعظم منه ، كيف سيستقيم إلى خير؟ وبالدرجة ذاتها من الحدة كيف سيستقيم الرأي به دونه وهو ينتقل مزاجياً من حالٍ الى حال مضاد له تماماً : من القرارالقاضي بحكم اعدام المتعاطي اللواط على سبيل المثال إلى السماح بعرض المسرحية الألمانية المطبعته والتي تحتوي على مشاهد خلاعية لواطية على مسرح الرشيد ببغداد-3- :جمع النقائض بأقبح الصور وإعلاء شأنها في السياسة بأعتبارها فن الممكن وصولاً إلى اللاممكن إسلامياً في كيفيات تعاطيه مع القوى والأحداث من حيث الجوهر ، كقبوله مثلاً صيغة "النفط مقابل الغذاء " والتألف عليهاسنيناً طويلة أوشكت خلالها أن تستحيل مراده ، ليقع بفعلها في غياهب نشوة الأمكانيات التي وفرتها له للتواصل تجارياً مع العالم الخارجي، والخروج من عزلته شكلياً نستطيع القول أن هذه الصيغة عادت به إلى صوابه معتوهاً ليبدأ من جديد تعاطي مهنته القديمة في استمالة بعض الدول نحوه بواسطة الأغراء المالي وليس الدول فحسب ، إنما بعض الصحف ، وبعض الأحزاب ، وحتى الأفراد متبعضين أيضاً –4-: الأنسجام مع ذات الأديولوجية الفاسدة للحكم وذلك بالضبط يلغي من جانبنا تصور امكانية استعماله طريقة أخرى لمعالجة الأمور وفي هذه الحدود يدرك هو أكثر من سواه ضرورة عدم تحميل الذات الهشة مالاطاقة لها عليه.يدرك ذلك ، ويعمل بحكم هذا الأدراك على تجنيبها كل مامن شأنه تصييرها فُتاتاً والحال في هذه الصورة فأنه موضوعياً لايستطيع سوى التقيد بلوازم تعمل على تأجيل سقوطٍ لامحالةَ واقعٌ أو يمكن رؤيته محمولاً عليه عملياً من حيث أديلوجيته الفاشية ومن حيثها هي في صناعة السياسات الثقافية والأجتماعية والأقتصادية والقانونيةوكلها حسب تطبيقاتها تجافي الأسلام الحنيف بقضه وقضيضه ومن الطبيعي أن تنعكس هي على كيفية التعامل مع العباد تنكيلاً وتعذيباً وتقتيلاً وتشريدا وبهذه الكيفية وجد نفسه كحكم ونفسه كشخص منفصلاً عن المحيط الأجتماعي القائم هو فيه ليفقد هو عبر ذلك الشرط الحاسم للوجود بشكل طبيعي وإذا رأيناه يلجأ لمعالجة وجوده بمنصب المنبود بذات الأساليب التي أنتجت هذا الوجود "المداواة بالتي كانت هي الداء " فلأنه حسب جبلته الأديولوجية في علاقة بعلزاته الأسلوب الأكثر تعبيراً عن شخصيته السادية الراكبة رأسها ونعتقد أن يكون هذا التشخيص محسوماً بحدة تحول دون ظهور ولو ظلال باهتة من الشكوك حوله غير انه مهما بلغت دقته ومصداقيته لم يك سبباً يتوقف عليه الأتفاق على كيفية درأه بعيداً عن مقاليد الحكم أن عواملاً جمة كان من شأنها أن تبرز في اتون الحرب وبفعلها قد تدخلت بشكل قاطع في الأنفعالات الفكرية والحسية وفي تحديد عناصرها وميولها ثم مآلتها على نحو مرعب استأثر فيه التواطؤ مع العدو على غيره من المواقف حتى بتنا نشهد بأم عيوننا صورة الفتنة التي أثارها الرافضة ببغداد في سنة خمسٍ وخمسين وستمائةٍ أولئك الذين لم يجدوا بعد فشلها حرجاً في التعاون مع التتار للتنكيل بأهل السنة والجماعة –5- في سلوكيات الرافضة المعاصرين بتقاسيمها القبيحة التي تجمعهم على هذا الهدف المنحط والصليبين وتخلطهم بكل هذه الخيانات محتشدةً بهيئة أحمد الجلبي ..والياسري والخزرجي ووفيق السامرائي وثمة سليم الأمامي .. ولِم لانضع عباس الجنابي بينهم ، هنا أو هنا .. لافرق * والحبل على الجرار ..والتأريخ في وقوع محمد باقر الحكيم في هذا المجرى على شكل ابن العلقمي الوزير لا " يعيد نفسه " - بل يتواصل بها تساوقاً في علاقات مختلفةهي بدورها تفرض أشكالاً مختلفة تتفق مع ظواهر معينة وتختلف مع أخرى ، في تضاعيفه وفي هذا المجرى لايمكن مقارنة صدام حسين بالخليفة المستعصم بالله الذي استطاع رغم ضعف سلطته وانشغاله بمباهج الدنيا جمع المسلمين لمقاتلة جيش هولاكو الذي ولى بعد وطيس شديد هارباً ليعودوا هم بالأسرى إلى ظاهر بغداد منتصرين حيث نزلوا على ضفاف دجلةَ مطمئنين بهروب العدو غير ان ابن العلقمي الوزير عمل مدفوعاً بضغائن الرافضة تجاه المسلمين على تنفيذ قطع شطر دجلة من قبل ثلة من أعوانه ليفيض ماؤه على عساكر المسلمين وغرق معظمهم وهم نائمون في خيامهم بعددهم وعتادهم وصار السيد منهم كما قيل من لقي فرساً يركبها فكان أن أدى ذلك إلى ارتباكهم وتشتت قواهم الأمر الذي استغله هولاكو بعد توصله على خبر هذه الخيانة الكبرى من ابن العلقمي نفسه للعودة بجيشه الى بغداد والتمكن من الأستيلاء عليها ليأخذ المستعصم اسيراً حيث أمر هو بقتله وولده رفساً أمام ناظريه في محرم من العام المذكور بينما كانت بغداد تحترق وأهلها يُعمل بهم تقتيلاً ..ولم تمض سوى بضعة أسابيع على بذل السيوف فيهم حتى أوشك القتلة على إستئصال شأفتهم تماماً-6-ولم يك ثمة آنذاك من يصرخ واإسلاماه !!!وواإسلاماه !!! وإذا كان هناك ثمة مايبرر المقارنة في هذا الخصوص فسيكون صدام حسين أقرب الى شخصية هولاكو منه إلى غيره : همجياً مثله وكأنه جاء للتو من ظلامات القرون الوسطى الأوربية .. وبما تحتمله هذه الخلقة من طاقة بعثية تدميرية سفاكاً من الجانبين دماً وكلاماً ..أقرب إليه موافقاً سيرته :القتل ثم القتل .. والقتل مرة أخرى وماعداه سيحاكي نظرية الكذب الغوبلزية درامياً : تارةً بالتباكي على العراق خوفاً على وحدته من "المشاريع الأمريكية المتهددته بالتقسيم " أو المقسمته أصلاً وتارة أخرى بالتباهي "بأطلاق سراح جميع السجناء السياسيين وغير السياسيين" . وتارات كثيرة بالتناغي ليخاطب : المسلم بما يرضيه والقومي بما يدغدغ مشاعره والصليبي بعرضه أكثر نماذج المرأة البعثية تفاهةً وقد حررها تلفزياً والمنفي بمفاقمة حنينه عبر أغاني داخل حسن وجواد وادي ، والمرتزق بالمال غدقاً .. وهكذا دواليك .. دواليك بحيث لم يعد بوسع المرء إلا أن يرى في ذلك شكلاً من سياسات التأنيس الرافضي ، ومايطلق عليها بلغة أهل هذا الزمان بالميكافيلية ، هذه التي تتقاذف العمائم الرافضية في ملاعب واشنطن ولندن انغلوسكسونياً ، وفي بيروت فرانكفونياً. وهي نفسها التي تجعل صدام حسين يقدم هذا الخبيص مطبوخاً بدم العراقيين . ولابد من إمعان النظر في جبلات اللوحة عميقاً .. عميقاً :أيها الدم أين مداك ؟ وأين حدودي أنا ؟ ..ولابأس من الذهاب أبعد فيها : وإذا كان هو نفسه قد أعاد انتاج " فرق تسد " ، فأنه لم يفعل سوى تكريس العلاقات الأستعمارية في صناعة السياسة.والحال هذا بالتحديد ، فأن مايخشاه الآن هو ماعمل به وعليه شخصياً منذ انقلاب الفاشية البعثية في عام 1968 : قطع المسلم عن أخيه المسلم بوجوب الأصطناع حسب القوم ، وبوجوب الأنتفاع حسب المدينة ، وبوجوب التهور حسب المنطقة ، وذلك كله بوجوب الكفر مخالفةً لقول الله جل ثناؤه : ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم – الحجرات -) وبذلك يكون هو نفسه قد قسم العراق من حيث القيافة معنوياً ليساعد بهذه الواسطة على تقسيمه عملياً في صورة اقتطاع كردستان بعيداً عنه..وتوفير الشروط الكفيلة بتأجيج النعرات الطائفية التي أُستخدمت من قبل الرافضة استخداماً خبيثاً كنا قد شخصناه عام 1988بـ :( الحالة التي وصلت إلى دياجيرها "المعارضة العراقية "هي أقرب إلى الشواش العصبي منها إلى حالة أخرى وهذه الحالة تستدعي أكثر من أي وقت مضى خوفاً منها على العراق ومنها على ناس مأخودين بشعاراتها بسبب تصورهم اياها وكأنها مصدراً للخلاص ذهاباً وراء ظاهرها دون روية وتمييز وبروح مجرحة يضبب عقلها الوجع –7-) . والحق لايرى إلا بالحق لم نك نتصور أبداً ان تأثيرها سيبقى محدوداً آنذاك وهذا التصور وان لم يرتق الى استبطان فعاليته من حيث زمن الوقوع كان من الصحة بمكان من حيث تشخيصه كما ظهر في سعارات فتنة 1991 ، التي كشفت من جانب الطبيعة الأجرامية المتحكمة بنياط الرافضة .. ومن جانب آخر فاشية الحكم واستعداده للذهاب بعيداً في قتل العباد والتنكيل بهم بأشكال شتى فكانت المجازر في جميع قصبات العراق صورةً بشعةً من صور الفتنة التي تحكمت أيضاً بمجريات الأحداث في شماله ، وآلت إلى إقتطاعه بالفعل ضمن علاقات حرب التقصيف عام 1991 ، لأستخدامه ضمن حيثيات المترتب عليها سياسياً وعسكرياً وماتعمل صاحبتها "الولايات المتحدة الأمريكية" حالياً على تحويله إلى قاعدة ستكون واحدةً من قواعد انطلاق غزو شامل للعراق ، أدخلته هي في عداد اليقينيات ولانرانا على الرغم من ترجحينا حدوثه ، متعاطين إياه بصيغة مطلقة ، بسبب توفر امكانية حدوث تغييرات كبيرة في صروف الأحداث ، متوقعة أو غير متوقعة ستدفعها للتشكيك بنفسها لتجدها مضطرة على التخلى عن مشروعٍ رامبوي كهذا والجدل سيحتمل العكس أيضاً : التمسك به والأسراع إليه. أن مجريات الأحداث ستكون كفيلة بحسمه : هكذا أو هكذا .. فستواترها شعواء مهلكة – كل هذا الردى تقصيفاً وتجويعاً وإسقاماً..وإذ يستدل الرافضي محمد باقر الحكيم بالفتنة هذه : ( ان الشعب العراقي كان على وشك تحقيق ذلك "اسقاط صدام" في 1991 عندما تدخل الشيعة والأكراد غداة حرب الخليج وسيطروا على عدد من المدن الكبرى قبل أن يقمع الجيش العراقي الذي بقي موالياً لصدام بالقوة حركتهم الثورية –8- ) يختزل الشعب العراقي من نفسه ويلقي به في غياهب علاقات لغوية مستخدمة صهيونياً :اليهود والعرب الصائرين إلى ثم على لسانه شيعةَ وأكراداً .وبهذه الكيفية نجد أنفسنا حيال نموذج للتقسيم أخطر بكثير من النموذج البعثي وأكثر احتقاراً للعباد واللغة والتأريخ من النموذج الصهيوني الذي ارتقى باليهودية فاشياً إلى مصاف القومية خلافاً لجميع المقاييس المنطقية المتداولة في أرجاء المعمورة : مشاكسة العالم بالمفاهيم كأساس لمناهضته في السياسة وفرضها عليه وفي هذا السياق تبدو كلمة "الشيعة " على لسانه في نطاق الدعوة الحداثية للرافضة بما تتوفر علية من مفردات جديدة كالديمقراطية والثورية وكأنها بديلاً عن الأسلام ،و انها حسب الُمسقط ذهنياً من قبلها ترتقي ولاريب لهذا المنصب ولكي نجترح ذلك بشكل واضح لانجد حاجة للعودة للتأريخ الذي يشهد على إضطرابات ذهنية متشابهة استحوذت على جميع الفرق الغالية شيعياً على مدى قرون طويلة منذ مقتل الخليفة عثمان بن عفان "رضي الله عنه" حتى يومنا هذا..وحتى يومنا هذا لايزال هدفها الأستراتيجي هو تدمير دعائم الأسلام. .والقضية لاتحتمل سوى اختياره الكيفية التي يعتلج بواسطتها جبلات المجتمع العراقي ولأنه لايمت للأسلام بصلة فأنه أي باقر الحكيم نفسه بدعوته :( الي تشكيل حكومة داخلية تمثل كافة القوى العراقية، العرب والاكرادوالتركمان وكل الاقليات الوطنية بعد قلب نظام الحكم-9-) يستثبت ماهياتها بأسلوب ماركسي صرف وحسب هذا المنهج بالقياس اليه لم يجانب هو الصواب غير انه بذلك يضع بدعته الشيعية جانباً ليحتكم إلى ماتفرضه العلاقات الأنتهازية من شروط قاسية أضطرته على التضحية بفحواه المتضمن بالأصل قدراً كبيراً من التلفيق أو هو التلفيق نفسه . وربما لم يتمكن هو لهذا السبب من الصمود حتى في حدود العلاقات السياسية الزائفة " للمعارضة " المُتّحكمة بها الأستخبارات الأمريكية ..وإذا يطرحها هو كأنتفاضة تتنمذج الأعتماد على: ( الشعب العراقي للأطاحة بصدام حسين وليس على اي قوة اجنبية –10- ) للتعبير عن موقف زائف مضاد لحرب أمريكية تستهدف ذلك فأنه يغالط نفسه ويغالط ظله ثم يغالط رجعه في خلقه ولغته وتعاطياته فهو يعرف قبل سواه ان التخطيط لها بتوصيفنا لها كفتنة كان قد أُنجز في دوائر "الأستخبارات الأيرانية" الواقع هو شخصياً تحت أُمرتها لتعمل هي نفسها على اشعال نيرانها وتوسيع نطاقها بمشاركة "قوات الرافضة" تحت قيادتها مباشرة اننا لو أخذنا هذا العامل وحده في تحديد العناصر الفاعلة في حدوثها لبطلت نظرية "عراقيتها الصرفة" المتقولها هو خُلبياً غير ان المنطق يفترض سوق الأدلة اللازمة لها ذاتياً وموضوعياً لتشخيص العناصر المشكلتها وسيكون من الغفلة بمكان أن لانعمل على ذلك .. وذلك يشترط التعاطي مع العامل الداخلي بوصفه عاملاً أساسياً لم يقيض لها دونه أن تقوم قائمة.. هكذا بدرجة صلبة من الأعتداد بذاته وصولاً للخيلاء الفاشية بهئية صدام حسين وهم يراكم على مدى عقود : ظلم العباد وتقتيل العباد والبطش بهم وزج الآلآف المؤلفة منهم في أقبية السجون ودهاليزها ليُعمل بهم تعذيباً وتنكيلاً ومحقاًوإغتصاباً ...كل ماهو كفيل بتفتيت الهواء حزناً وغضباً الأمرالذي سهل عملية تطييش العباد من قبل الرافضة ( غداة حرب الخليج ) على حد تعيير الحكيم نفسه وفي لغتنا توخياً للدقة ملازمة إعلان وقف عمليات التقصيف الواسعة النطاق من قبل بوش الأب وظيفاً أي بعد هذا الأعلان تواصلاً به مباشرةً.لأن "غداة " تحتمل ماتجترحه "عشية "حسب استخدامها: نهاية الأمروفيما يتعلق بالحرب ضد وطننا العراق لايجوز التعاطي معها وكأنها قد أعلنت نهايتها حسب الأعلان المذكور أو بناءً على استخدامات لغوية مضطربة كأصحابها وهي لاتزال منذ ذلك التأريخ تعيث تدميراً بالعباد والعمران والأنام :تقصيفاً وتجويعاً واسقاماً وتشريداً وأخيراً وليس آخراً تغريباً لتتواتر ذميمة في اتونها – هذه الحرب التي يتم الأعداد لها أتغلوسكسونياً وتلقى كبقية مقاطعها الدموية السابقة مناصرته هو شخصياً وحزبياً موصولاً بسياسات الرافضة الممركزة ايرانياً: يداً بيد مع القاتل : القاتل بعثياً والقاتل رافضياً ومالم ندركه اليوم سيدرك غداً أو بعد غدٍ ، وليس غداة الحرب بينما لايزال أوارها مشتعلاً وسيفترسنا وظيفاً وظيفاً إذا لم ..... وتا هي العوامل تتدافع في بعضها ومايبدو في سياقها منفصلاً يواصلها سببياً ببعضها : يكملها ويكتمل بها حيث سيستقر رأينا على كون سياسات الحكم هي العوامل الفاعلة لأنتاج الفتنة بعلاقاتها المشتجرة التي عرضنا لبعض جوانبها وفي هذه الحال يكون الحكم نفسه قد وفر مامكن الرافضة على إشعالها: شرطها الذاتي في تساوق العلاقات الموضوعية لصروف الأحداث خروجاً على ارادة الحكم من حيث مسلمات المنطق بمعنى عدم ارتهان الأمر به من حيث الوجود .. وخروجاً على سياساته استنكاراً للظلم من حيثهما معاً منطقاً ووجوداً قياساً لواقع الحال وليس لواقع الأفتعال :الحكم على آلاف الناس بالغوغاء والقاء تبعات الفتنة عليهم ذهاباً وراء العادة الطابعتة بالكذب والمطبعته معه كطريقة للتعامل مع جميع الظواهر – الصفة الجامعته مع الرافضة الذين ينظرون لها كأنتفاضة : ويعملون على تبرير هزيمتها بكون : ( الولايات المتحدة الأمريكية المتحدة اعطت آنذاك الضوء الاخضر لعملية القمع –11-) الذي تعرضت له من قبل الحكم ان العارف بعلاقات السياسات الأمريكية الفاشية سوف لن يستبعد ذلك إذا لم يؤكده ونحن فاعلونه: الذلك بعد أن نكون قد استخلصناه بأنفسنا بعيداً عن الأستخدام السياسي المفعم بالأكاذيب المدغدغة للعواطف وسيكون علينا في هذه الحالة ان نعتلج ذريعة : "الضوء الأخضر الأمريكي" في سياق الأحداث التي آلت في البداية إلى الفتنة ثم إلى مصيرها الدموي الذي سنعتبره في مجرى أفكارنا بعد اسناد وجهة نظرنا هذه تحليلياً جريمة كبرى في تأريخ الرافضة المعاصر لأن طرحاً كهذا يوحي بعدم وضع امكانية كهذه في الحسبان وذلك يطرح بدوره مالايريده الرافضة بحق لها :المواصفات العفوية التي تلغي الشرف المنطوي على خزي التشدق بتنظيمها من قبلهم وحتى إذا قيض لهم التسامح قليلاً في هذا الأمر فأن مجريات الأحداث وعلاقاتها الأرتجاعية الفاعلة ستبقى أكثر صلابة في كشف الحق عن محْضِه فيما يتعلق بها وعبرها فيما يتعلق بالرافضة حيث ينبغي كشف تدميسهم وترميسهم.. وتأتي "غداة حرب الخليج " بوصفهاعاملاً يدخل في اتون الصراع كمفردة ذات معنى يحتمل الحرب نفسها وإن كانت تشير إلى نهايتها شكلياً : الحرب كما بدأت قبل استعار وطيسها تحملها شديدةَ الضرامِ نفسانياً البوارج الحربية بشتى المواصفات .. البوارج الحربية وحاملات الطائرات تباعاً يمخرن عباب البحار مستصحباتٍ الحرب تهديداً ووعيداً وكان لابد ان تدخل هي بكل هذا الضجيج المحموم في نفوس العباد لتزيدها ارباكاً ويهد حيلها اكثر هذا إذا كانت تتوفر أصلاً على حيل أو حتى وهمه لأنها كانت قد خرجت تواً من تفاعلات حرب ضروسٍ أراد لها الخميني أن تستمر طويلاً وقد استهلكت العباد جسدياً ونفسانيا ووصلت بالأحياء منهم إلى حد القنوط .. أكثر أنواع القنوط قسوةً من الحكم ومن الحرب وقبل هذا وذاك من جميع الأحزاب المرهلة وحتى من الذات نفسها التي كانت في حيرة من أمرها المغلوب عليه في كل الأحوال بعثياً ولاأحد سيختلف معنا على كون هذه الغلبة هي أشد الأحوال دمويةً وبؤساً ومذلةً وتَعْساً في التأريخ البشري المعاصر على وجه الأطلاق وليس من قبيل الخرافة أن تستحيل هي نفسها بفعل سيرورتها الذاتية إلى عوامل حاسمة لضعف شديد أوجب للحكم قاصمه حيث سيبقى يرفس في الهواء معزولاً حتى حلول ساعته سريرياً تحت وطأة ظروف كهذه كان بأمكان حركة صغيرة مهما كانت خاوية ان تكون سبباً بتداعيات لايحمد عقباها فكيف والحال هذا إذا كانت حرباً عبوساً لم يطفأ سعارها لأسابيع طوال ستمتد في الذاكرة قروناً كحرب التقصيف الصليبية 1991 التي شملت صواريخها وقناباها وببليكريليشنها العراق بالخراب..الخراب كله والعراق كله : ( والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا "سورة البقرة") : غداة الحرب بينما كان العباد لايزالون تحت وطأتها الحرب : كل هذا الأزيز .. الأزيز .. الأزيز – العذابات المؤججتها والتي أججت بدورها عذابات أخرى كان مسببها وهو الحكم ذاته الأقرب اليهم من العدو الأمريكي الذي ظل من حيث وجوده الشخصي مجهولاً وبعيد المنال ، بحيث أصبحت عملية تسليك غضب العباد بأتجاه عدو مكشوفٍ وواقع في متناول اليد مجسداً في شخص البعثي سهلة الأرتياد من قبل الرافضة وحيثما يُصّوبونْ ومما لاشك فيه أن سياسات التبعيث الفاشية وفرت هذه الأمكانية الى حد يستحيل عنده عدم اصابة الهدف - أبناء جلدتنا أنفسهم الذين تعرضوا للتو للتذبيح الصليبي تقصيفاً وحسب "غداته" لتقتيلهم رفساً وسحلاً ونحراً وحرقاً وبدق الرؤوس على الجدران ثم لتذبيح الحكم تجزيراً جماعياً ألقى باقرالحكيم تبعاته على الولايات المتحدة الأمريكية ، لأنها : ( أعطت الضوء الأخضر للقمع –12-) ، وكأنه كان ينتظر منها أن لاتفعل ذلك أو أن تتدخل لحمايتهم وصولاً لعملية التحرير المنشودة من قبله ولأن " بعض الظن اثم " فأن اعترافه هو نفسه بقرارات بيت الحرب - هيئة الأمم المتحدة المتعلقة بالعراق، بما فيها قرارات الحروب ضده ، ومطالبته بتنفيذها ترتقي بظننا هذا إلى مصاف اليقين التام بحكم استيعابها هذا الطموح نحو استعمار العراق وفرض الوصاية عليه وسيزيد هذا اليقين يقيناً تَقَيضه استعمار أجواء العراق فيما تسمى بمناطق الحظر الجوي ومجاراته جهراً حسب التلفيق الصليبي المدعلج أنغلوسكسونياً "كأجراء لحماية الشيعة والأكراد" من بطش الحكم: القاتل بأعتباره منقذاً في مطلق استعمال القوة الغضبية تهوراً .. وسيستلزم ذلك استطراداً قياس اليقين في ثبوتها قولاً وعملاً وماعدا ذلك من طروحات متمخضة عنه فسيكون علينا اعتلاجها في سيرورة العلاقات المتساوقة بالصراع وفيه على سبيل المثال التصريح ذاته الذي يستثبت :"اعطاء الولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر للحكم لقمع الفتنة التي يسميها هو بالأنتفاضة ".اننا لو عملنا على تحديجها من زاوية أخرى لقيض لنا الوصول الى نتائج لاتقل خطورة من تلك التي توسمناها بسببه للتو فقد كان الأولى بباقر الحكيم ان يصير الى هذا الأستثبات قبل حدوث المجزرة التي راح ضحيتها آلاف الناس وليس بعدها بمعنى أوضح : أن عملية تهييج جماهيرية بالمستوى الذي مكنها من السيطرة على مدن كبرى كما حدث بالفعل كانت تشترط دراسة حصيفة لتحديد علاقاتها بذاتها ثم علاقتها بمجمل القوى الداخلة والمتداخلة في اتون الصراعات دولياً واقليمياً وعلى وجه الخصوص منها ايران الذي تحسب له الولايات المتحدة ألف حساب مهما بلغت تنازلاته لهاوالحال هذا كان المفروض ان لايغيب عن باله وضع اليد على امكانية توفيرها شروط منع وصول القوى المرتبطة به الى دفة الحكم الذي تريد هي انتزاعه بنفسها ولها كهدف استراتيجي هو وإن لم تعلنه أنذاك بوضوح كما هو الحال الآن كان مكشوفاً إلى حد سيغطيه بقول الشاعر:
ان كنت لاتدري فتلك مصيبة  وان كنت تدري فالمصيبة أعظمُ
فالأفتراض يشترط منه بوصفه "مرجعية رافضية " الأحاطة بجبلات السياسات الأمريكية وحيثياتها بما يترتب عليها من تحولات بواسطة تشخيص المعروف في سياقاتها وأستشفاف الممكن نشوءه ثم تطوره وما سيتمخص عنه من مواقف وعلاقات وتغييرات ومايفرضه من متغيرات بما يتفق وضرورات صناعة السياسه بحيث يصبح بأمكانه قياس تصرفاتها الممكنة في التعاطي مع الصراعات المختلفة وتشوف مواقفها خاصة في الأمور المتعلقة بحياة أو موت آلاف الناس كقضية الفتنة المشئومة وحسب ذلك فإذا لم يك باقر الحكيم يتوفر على معرفة فعلية وتامة بالكيفية التي ستتعامل الولايات المتحدة الأمريكية بواسطتها مع الفتنة وأتى اشعال نيرانها فسيكون هو نفسه قد هيج الناس وقادهم أما إلى موت الجاهلية أو إلى حياتها ضمن ماتتوفر عليه مصائر الأحداث منطقيا وإذا كان على دريةٍ بما حدث ولم يجنب الناس هذه البلية الماحقة فسيمتلك مواصفات المُلقي بهم إلى التهلكة وسيكون في هذه الحالة بمثابة القاتل أو هو القاتل نفسه والفتنة قد وقعت بالفعل وصارت إلى المذابح بأبشع صورها فلا نرانا بحاجة إلى تعاطيات تتضمن معنى الشرط نحوياً أو الأفتراض منطقياً حسب ذلك نذهب مستثبتين كون استخدام الحرب في أكثر فصولها وحشية كعامل لتطييش الناس في صناعتها من قبل الرافصة كان عليه أن يفرض موضوعياً شروطها الأكثر قسوةً عليهم بأستحالة العدو اللدود للولايات المتحدة الأمريكية بليلة وضحاها إلى أداة بيدها للأجهاز عليها تبعاً لأهدافها البعيدة المدى ودون اجهاد سنجد مبررات هذا التحول في نظرية " عدم وجود صديق ثابت ولا عدو ثابت " التي تعتمدها الولايات المتحدة الأمريكية في صناعة علاقاتها التي لاتستحق منحها صفة سياسية وفي واقع الحال تكرس هذه النظرية وجود عدو ثابت يكتسب صفة الصديق شرط دفاعه عن مصالحها من حيث الألتزام والقدرة معاً ولكنه بمجرد ان يفقد أحد هذين الجانبين ستعمل على التخلي عنه كحال شاه ايران بسبب انهياره وصدام حسين بسبب الأخلال بألتزاماته حيالها فمن المعروف انها هي نفسها التي حملته عبر حزب البعث الأشتراكي إلى الحكم بأنقلاب 17 تموز 1968 ليعمل على تصفية القوى المضادتها التي كانت تتهددها في العراق..ثم عبر شخصه لينجز أكثر المهمات اجراماً على وجه الأطلاق ومع ذلك انها لن تتوان عن التخلي عنه بمجرد شروعه بالتطاول على مشروعها الأستراتيجي الأشمل على الرغم من خدمة طويلة لها اشترطت تذبيح الألآف المؤلفة من العباد وتعريض الأحياء منهم لشتى أنواع القتل الأديولوجي : تبعيثاً وتفسيخاً وتعهيراً – كل مامن شأنه تخريب الأسلام الذي انتظمته المعارف الصليبية المكتسبة من دورات خاصة نظمتها دوائر الأستخبارات الألمانية والفرنسية وبدعم مباشر من الأستخبارات الأمريكية على مدى سنوات طويلة...وأكثر من هذا وذاك عملت هي بما تتوفر عليه من أعمال صهيونية ماكرة على إستخدام العدو بما يحتمله من صفات شكلية ليست ذي معنى ضد نفسه بأسلحة صنعتها هي واستعملت من قبله في صورة ايران والعراق على سبيل المثال في اتون حربهما الطاحنة التي اسنزفتهما اقتصادياً وبشرياً ونفسانيا لتخرج هي من بين ركامها متشفيةً بهما معاً وقد أثقلتهما الديون والجراح وعاهات شتى مما تقدم يمكن استخلاص جملة قضايا غاية في الأهمية فيما يتعلق بالرافضة فقد أثبتوا بما لايقبل الشك إنهم هم أنفسهم يدّعون الأسلام زوراً وبهتاناً ويعملون من أجل تدميره تفتيناً وتفتيناً : في استمالة الناس إلى الفتنة ثم إيقاعهم في ضلالها وفيما يتعلق بحكم الطاغوت صدام حسين  فلايزال يضرب بعيداً في خيبته 
 
أواخر آيار 2002
 
اشارات

 1- وقد عرض صدام حسين شخصياً ذلك على الأمريكيين فلم يجشموا أنفسهم حتى عناء الرد عليه ليضطروه هم أنفسهم على معاداتهم بما يتفق و" مجبر أخاك لابطل".
2- تصريح لصدام حسين في أواخر 1991 .
3- بموافقة صدام حسين شخصياً تم عرض مسرحية فرقة الرور الألمانية التي سعى فيها مخرجها روبرتو توشللي : ( بحكم عقليته الأوربية وبقصدية واضحة ، الى نوع من الأباحية في استخدام أجساد الممثلين، سواء بالعري التام ، او بعض الحركات الشاذة بين ذكور الممثلين ، ومنها القبل المتبادلة بين الرجال من أجل استفزاز غرائزنا الشرقية – عدنان منشد ، جريدة العرب ، العدد 63، الثلاثاء 1 ربيع الأول 1423 هـ الموافق 14-5-2002 ) .
4- على سبيل المثال المؤتمر القومي العربي ، وحميدة نعنع التي تسلمت هبتها من قبل صدام حسين بصورة نفط خام عملت على بيعه في اليمن وثمة أحزاب وشخوص أوربية من بينهم جورج غالوي وعربية معروفة سنكشفها عندما سيحين الوقت.
5- وقد ذهب حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري المتوفي في مكة المكرمة سنة 982 هجرية في كتابه (الخميس في أحوال أنفس النفيس ) إلى ذلك مفصلاً .وفيما جاء فيه ان العلقمي " جسَّر التتار على العراق وساعد الطاغية هولاكو على إحتلال بغداد ".- وينبغي وضع ذلك كله ضمن العوامل التي آلت إلى إنقراض الخلافة الأسلامية ومن بينها ظهور الأمبراطورية المغولية التي شملت الجزء الأعظم من الصين وأواسط آسيا وشرقي أوربا ، ثم فيمابعد بلاد المسلمين وضمنها العراق وقد ساعد انحطاطها وعدم قدرتها على تفرس مخاطر هذه الأمبراطورية عليها.
6- المثال النموذجي للخائن : مدمن على الخمر ممحوق الشخصية وخادم مطيع للسلطان على مدى عقد ونصف العقد كسواه من المذكورين جميعاً: بما يتفق والشروط الأمريكية في صناعة العميل وظيفياً مقتطع من - العراق المستهل والختم - اصدار شخصي ،ناجي الحازب آل فتله ، كولونيا ، تموز 1988 )
7- جريدة القدس العربي – أواسط
8- نفس المصدر